الثلاثاء، 5 أغسطس 2014

السقوط من السماء السابعة

كنت قد عنونت هذه التدوينة بـ (وقت مستقطع ) قبل ان ارسلها الى أحد قرائي المقربين لمعرفة رأيه فيما توصلت اليه و كتبته .. ، ففوجئت به يعاود مراسلتي برسالة يصف بها شعوره بعد قراءته لهذه التدوينة بـ (السقوط من السماء السابعة) ..
و ان كان الأمر كذلك .. فليكن !
فلا مانع عندى ابدا من العودة الى الأرض الأم من حين لآخر :)
و ذلك جزء من سرنا المقدس الذي خلقنا الله عليه .. و عهد بنا الى اكتشافه بأنفسنا .. و عمليا 
انه اداه من الأدوات التى وهبنا الله اياها حين نصبنا خلفاء له في الأرض .. عز و جل
(حرية التجوال في المدارات)
فمع استطاعتنا الصعود الى سابع سماء .. بامكاننا ايضا النزول الى سابع ارض 
و كما نحيا على الأرض .. نستطيع أن نحيا ايضا في الفضاء 
و كل تجربة من هذه التجارب لها خصوصيتها و مذاقها المختلف ،
و لن يفيدنا ابدا الركون الى احداهم و الاكتفاء بها دون الأخريات 
فلا تكتفى بالعيش على الأرض .. و لاتركن الى السماء و تنسى من اين اتيت و لما خلقت 
فكما شبه شمس التبريزى في (قواعد العشق الاربعون) : الشريعة بالطريق و التصوف بالشمعة التى تضئ لك هذا الطريق .. فلا تنكفئ على الشمعة منجذبا بضوءها و سحرها .. و تنسى السر من وراء حصولك عليها .. تنسى انك ما سعيت اليها حين سعيت الا لتضئ طريقك .. فتكمل سعيك .. و تستعين بها على خلافتك في الأرض ..
و ليس لتقف بها مذهولا منجذبا في وسط الطريق ...

 و الآن استعدوا معى الى الهبوط من سابع سماء الى في هذه التدوينة :) 
                                                     
                                                          ******

فات ما يقرب من عام منذ أن عدت من أول رحلاتى (الأربعون الأولى) و سجلت تدويناتى الماضية , و طوال ذلك العام و أنا غارقة في دوامة من التردد فـ (.. الأربعين يوم) ليسوا كتابا أو مجرد تجربة ادبية ..
(الأربعين يوم) هي فكرة .. قابلة للحصول على أرض الواقع ، و قد طبقتها بالفعل ..
و منذ أن عدت منها و أنا أتسلم رسائل من حين لآخر ..
من شاب يحكي لى عن صديقة اوروبية له تمر بأزمة نفسية سيئة ، عرض عليها فكرتى فتحمست لها و قررت تجربتها للخروج من أزمتها تلك !
و ها هو دكتور جامعى قارب على سن المعاش يهنئني على الفكرة و يعلمنى بأنه ينوى تجربتها أول ذي بدء وقت خروجه على المعاش 
و آخر يطريني بكلام يشبه الأشعار يصف فيه فكرتى بأنها طوق النجاة !
و أمام كل هذا وجدتنى انكمش و اتراجع ..
فقد شعرت بثقل المسئولية حقا .. أمام الله و أمام ضميري ..
،و تزاحمت العوائق أمام عيني 
فمبدئيا .. أنا فتاة مسلمة .. يقع على أذنيها من حين لآخر تذكير لما هي مؤمنة به من حديث عن حرمانية سفر الفتاة بدون (محرم) و مع انى اعتدت السفر وحدى ككثير من الفتيات لدراسة او عمل .. او غيره مما اقتضته ضرورات حياتنا المعاصرة الا ان ذلك يقع غالبا تحت باب الضرورة كما افتى شيوخنا !
و رغم ايمانى بأهمية رحلات الأربعين يوما على المستوى العام و المستوى الشخصي الا اننى لن أتجرأ على وضعها تحت ضرورة من تلك الضرورات التى تحل محرما ! فلم تظهر لها فائدة بعد على المستوى العملي تجعلها احدى هذه الضرورات الى الآن على الأقل .. 
و ان كان لرحلتى .. او قل لحياتى كلها ظروف خاصة .. اجبرتني على الترحال بدون (محرم) ، فلن اعمم هذا , و لن ادعو الأخريات الى مثله .. لن أكون ابدا سببا في فتنة او نشر مفسدة بين الناس بدعوتى تلك ، فتخرج فتيات لا يملكن من رجاحة العقل و الحكمة   
-(و لا أدعى هنا امتلاكى لذلك القدر الكافى :) و لكنى أخشى على / مِن .. من هن أكثر حماقة منى :) )-
 مايكفى للقيام بتجربة كتلك فتصيبهن النوائب او يعسن فى الأرض فسادا بجهالة 
ايضا لن اسمح بأن يتجول احد المستهترين وسط بيوت الناس بزجاجة خمر و سيجارة حشيش بحجة انه من رحالة الأربعين يوم! فيتذكرنى الناس بالسباب و اللعنات لكونى السبب في ذلك ..
لن اتحمل ابدا اوزار الآخرين كفانى اوزارى هكذا قررت
، و لكنى بعدها بفترة بدأت فى العدول عن قرارى هذا بعد ماوصلنى من اخبار في التراث الصوفى عن نساء كثيرات كن يرتحلن ايضا لأسباب مشابهة .. ولم ينكر عليهن احد هذا ..
و ايضا عن أخريات في في العصور الذهبية الاولى للاسلام كن يرتحلن وحدهن بدون (محرم) و لاسباب عادية جدا ! الا انهن فقط لم يكن متزوجات فالمتزوجات منهن كن فقط من يحرم عليهن الترحال بدون محرم غالبا في تلك العصور
، الا ان البعض قد انكر حدوث ذلك و كذبه و اشار لضعف روايته او تحريفها ،و البعض الاخر برر ذلك بأنهن كن جوارى !
و مع انهم ادعوا ذلك دائما بدون دليل على دعاويهم تلك .. الا ان هؤلاء الجوارى في النهاية كن ايضا مسلمات وعشن في العصور الذهبية الاولى للاسلام كما اشرت من قبل .. و الحرام .. لن يحلل بعنصرية لأمة لكونها ادنى شأنا و قيمة ..
و يحرم على حرة من اجل الحفاظ عليها و على كرامة و عزة لا تملكها تلك الأمة التى لم ترقى الى مستوى انسان على ذلك الرأي ! 
لم يكن ديننا يوما هذا الذي يدعوه !  .. 
 و لست متصوفة .. و لا سنية .. ايضا لست شيعية او سلفية .. أنا مسلمة و فقط ، و ما سبق من مذاهب اجزاء من تلك الصورة الكبيرة (الاسلام) انحرف بعض اصحابها
و في العموم لا اقبل احدها كله و لا ارده كله و الأمر محض اجتهادات
الا اننى و مع كل ذلك .. لم أطمأن الى ذلك الرأي تمام الاطمئنان .. ففي النهايه احاديث الرسول صلى الله عليه و سلم واضحة و محددة في هذا الشأن
و متفق عليها بين كل تلك المذاهب
في الصحيحين .. لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلا ومعها حُرْمة 
و قد قال ابن مسعود و الثوري -(من كبار المتصوفة)- بهذا الرأي
و من حديث ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا تسافر المرأة ثلاثاً إلا مع ذي محرم
و هذه اربعون يوم :) 
و قد قلبت الأمر من جميع وجوهه فلم اجد مخرجا .. فقد قال البعض بجواز السفر حينها ان كانت المرأة في رفقة قافلة فيها عدد كبير من الرفقة .. فتعد القافلة و خروج المرأة حينذاك بصحبتها كخروجها في الأسواق .. مشروع مع كرهه .. 
وقال البعض انه يجوز في وقت الأمن .. في الأزمنة التي يكون فيها عدل و عدم خوف .. ، و لا يخفى على احد هنا ان عصرنا هذا ليس زمنا من هذه الازمنة  ! ، هذا الى جانب ماتحمله الرحلة من طابع المغامرة و المخاطرة
 و حتى هذا الرأي و ذاك اوقفهم البعض على خروجها الى الحج و فقط ..
  ايضا ليس معنى خروج فتيات في العصور الأولى او فيما تلاها الى السفر بدون محرم أن يكون لى بذلك الاحتجاج على الاباحة .. خصوصا مع ورود نصوص قاطعة متفق عليها في هذا الشأن 
فمثلا في بحثى عن موضوع الحجاب (الايشارب) و الذي تلتزم به الكثير من الفتيات اليوم  لم اجد دليلا واضحا من قرآن او سنه على فرضيته رغم اجتهادات الفقهاء المتعنته ! في ذلك .. و التى سعوا من وراءها لاثبات فرضيته بتأويل الآيات و الاحاديث بما لاتحتمله من معانى .. فقط وجدته سنه .. مابين واجبة او مستحبه .. و لكنه ليس فرضا .. كما ان النقاب ايضا ليس فرضا .. في نظرى هو فقط  سنه مستحبه ..
  و فى المقابل .. الزي الاسلامي .. و المفروض حقا .. و هو الزي الذي لايصف و لايشف .. الغير ملفت في ذاته بألوان او بهرجة .. الخ  ، و الذي لا تلتزم به كثيرات اليوم في مجتمعاتنا الاسلاميه (و انا منهم) 
لايحق في المستقبل ان تحتج على اباحته الفتيات .. فيتركن النص الواضح في ذلك على حرمانيته بحجة انه في عصور ما .. دعيت فيها بلاد ما .. بالبلاد الاسلامية .. كانت الفتيات ترتدى مثل هذا !

لذا فالوارد هنا في رأيي حول من كن يخرجن مرتحلات بدون محرم احد امران .. اما انهن كن من امثالنا !

و اما  كن يجهلن بحرمانية ذلك الأمر  و عند الجهل يرفع الوزر 
، و ان كنت ارجح الرأي الثانى ، و ليس ذلك بمستغربا مع بعد المسافات و بدائية المواصلات و الاتصالات في تلك العصور ،و ماترتب على ذلك من صعوبة وصول الكافى من العلوم الشرعية الى البلاد البعيدة ..
و لانتشار الجهل بتلك العلوم من الاساس في البلاد المفتوحة حديثا ايامها  ..
و لأن السنة الشريف لم تجمع كاملة منقحة في البداية .. و لم يكن جمعها و الوقوف عليها بالأمر السهل المتوافر فيما بعد .. فباب العذر بالجهل هنا مفتوح 
   -(و مع ان لى شكوكى حول من قاموا على جمع السنة و رعاية ذلك الأمر من شتى المذاهب و الأطياف .. لكونى غير مطمئنة تمام الاطمئنان الى ان السياسة ، و سيف المعز و ماله  لم يلعبوا دورا فيما وراء ذلك كله
الا انه حين يصادفنى نصوص كهذه متفق عليها من جميع اهل هذه المذاهب .. لايسعنى حينها الا الاطمئنان ...
لذا فانا ابحث عن هذه النصوص دائما و اسعى الى تجميعها .. و ذلك مشروع عاكفة عليه الآن ...)-

           لذا عدلت قليلا من قواعدى السابقة .. فلا بأس .. او لابد ! .. للفتاة .. الرحالة الأربعينية .. أن تصطحب معها (محرم) .. و لن تعيى فتاة ما في عصرنا هذا أن تجد في عائلتها أب .. أخ .. خال .. عم .. جد .. زوج .. ابن  .. ابن اخ .. ابن اخت .. اخ من الرضاع.. حفيد يتمتع بروح الفضول و المغامرة كي يشاركها رحلتها .. و عن نفسي قررت أن اصطحب أخى الأصغر و الذى يبلغ من العمر الآن (14 عاما) معى في رحلتى القادمة ان شاء الله
-(ادعوا معى ان توافق امى و يوافق اباه على ذلك )-
ايضا للفتيات السجينات البائسات و اللائي لم يوفقن الى عائلة (أب .. أخ .. خال .. عم .. جد) تتمتع بتلك الروح ..
قررت أن اشرع في فتح منتدى للزواج خاص برحالة الأربعون يوم ! كي يوفقن على الأقل في العثور على زوج مغامر -(و لاتنسي ياعزيزتى دائما أن من حقك الشرعي وضع شرط واقف في عقد زواجك ان لم يلتزم به الزوج كان من حقك الطلاق .. من حقك وضع الشرط الذي يحلو لكى مهما ان كان ، حتى و ان كان التزام الزوج بوعده بمصاحبتك في تلك الرحلات و خلال فترة معينة من حقك تحديدها ايضا :) ! ) - 
، و ان لم يحالفهم الحظ في هذا ايضا .. فلا داعى لليأس ، فليحتفظن بأملهن .. و لينتظرن ابن او حفيد في عمر 12 عام او اكثر ليجبرونه وقتها بما لهم عليه من عشم ، بل و سلطه في اصطحابهم .. أثناء اجازته الدراسية :) ..
او ينتظرن اذا بلوغ الـ 45 او الـ 50 عام -(ربنا يدينا كلنا الصحة و طولة العمر للخير و في الخير ان شاء الله)-
 و يصطحبن صديقة او اثنتين معهن .. و حقا سينعمن وقتها بالرحلة الأفضل ، فهل هناك صحبة افضل من صحبة الصديقات ! .. و لن اذكركم هنا بتحكمات الرجال و مشاكلهم .. فقط تخيلن معى رحلة كهذه وقتها .. 
و اخيرا فان اعيتكم الحيلة كثيرا في هذا الشأن فلا تحملن هما 
ففي الصحيح أن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها-قد سافرت بلا محرم، وعندما كلمها أبو سعيد الخدري في ذلك، قالت له: أوَ كل النساء تجد محرمًا؟!

 اما بالنسبة للرجال فتعالوا نتغاضى عن كل ما فات من كلام قصدت به مواساة نفسي و بنات جنسي عن ما فاتهم من متعة و فائدة ..

بالنسبة لك ياعزيزى مازالت القاعدة : ارحل وحدك
الا لو كنت من أحد المصاحبين كأخ او غيره لاحدى البائسات من أمثالى -( و هنيالك يا فاعل الخير )- ستستمتع جدا حينها صدقنى لو ساعدت فتاة بائسة و اصطحبتها معك ستكون برفقة كائن لطــــــــــــيف يهون عليك من مشاق السفر و متاعبه ، كائن رقيـــــــــــــــق حســــــــــــــــــــــــــــــــــاس -( احم احم اعتقد ان الرسالة وصلت كفاية مافيش داعى اكمل شغل نصب و شحاتة :) )- ، لنتحدث بجدية قليلا عن الفائدة الكبيرة و الذهبية التى ستجنيها حقا من اصطحابك لفتاة ..
 تتلخص تلك الفائدة في انك ستستطيع برفقة فتاة و بشفاعة منها من اختراق المجتمعات المنعزلة و المنغلقة كالمجتمعات البديوية و الريفية .. فالرفق بالقوارير من شيم اهل تلك المجتمعات غالبا .. (و ذلك ما سهل علي اولى رحلاتى كثيرا في الحقيقة)

 اما عن مخاوفى من صاحب سيجارة الحشيش .. فالى جانب ما تحمله من أفلاطونية ساذجة ، فذلك الحشاش لن يدخله أحد الى بيته اصلا ! و ان حدث فسيكون غالبا حشاش مثله ! -(الا لو كان في حالة حرجة .. حالة حياة او موت .. و كان في بلدة اناسها طيبون على الفطرة فغالبا سيساعدونه و يدخلونه الى بيوتهم ان لم يكن من مخرج .. دون وضع لأي اعتبار وقتها) -

و ان كان الأمر كذلك .. حشاش سيدخل الى بيته حشاش .. فلا بأس ! 
فرحلتى للباحثين عن الحقيقة ليست حكرا على مسلم او بوذى ، مصرى او سنغافورى ! ، متزن او مدمن .. و ان كان الأخير  أحد الباحثين عنها حقا فسيسعدنى ذلك كثيرا .. لأنه ان وصل اليها  فلن يعمد ابدا الى التعاطى مرة اخرى ان شاء الله .. 

 و هكذا اجتزت عوائقي الروحانية و العقائدية .. بقيت عوائقي الشخصية و الفنية ..


 قد يكون تساؤلا ماهيته (من انا؟) .. قد يكون رهبة التجربة الأولى .. او ربما الاثنين معا ..

                                                                                              ذلك كان عائقى
كيف سأقدم على طرح فكرة كتلك ..
من انا ؟؟ .. آهكذا .. سأنزل على الناس بباراشوت من السماء ككاتبة و فيلسوفة ! .. 
لست كاتبة و لا فيلسوفة .. لست في نظر الناس اكثر من مطربة و طالبة حقوق و ممثلة و ما يقرب من مائة مهنة و صفة اخرى في ذيلها دائما .. فاشلة :) 
و المشكلة الحقيقية انه لم تكن مهنة فيلسوفة او كاتبة .. و لو فاشلة :) .. واحدة من تلك المهن التى عملت بها !
فبأي صفة سأقدم كتابى ..
 و كان (الصوت روح) أول كتبى .. و الذي وجدت حتميته فقط من اجل تحقيق ماهيتي تلك .. كاتبة .. فاشلة :) ..
فلم يطبع منه سوى 293 نسخة وزعت منهم 283 نسخة على المارة مجانا بطريقة عشوائية .. فالكتاب واجهته مشاكل سياسية جعلته مصادر و ممنوع من الطبع و النشر .. مع انه كتاب روحانى في المقام الأول بالنسبة لى ..
الا ان ماحدث لم يحزننى كثيرا او يشغل بالى .. ففى النهاية اصبحت كاتبة الآن .. رسميا .. لى كتاب مسجل باسمي في دار الكتب .. كتاب حاصل على ترقيم دولى .. فماذا يهمنى بعد ذلك ؟!
اما بالنسبة للنجاح فهو امر نسبي بالنسبة لى ..
الا ان هذا النجاح المتعارف عليه و الذي يعني التفوق و الظهور في مجال ما لم يكن ابدا في قاموسي و لم اسعى اليه يوما .. مع اننى اعلم يقينا اننى لو فعلت و ركزت مجهودى و طاقتى و ابداعى على مجال واحد او اثنين فسأصل اليه حتما ! ان شاء الله :) .. .. و لكننى حقا لا اهتم سوى بالمعرفة و التجربة ..
امم فمثلا .. بدلا من ان انجح خلال سنة في تعلم واجادة اللغة الفرنسية على سبيل المثال .. افضل ان اتعلم خلال تلك السنة مبادئ اللغة الفرنسية فقط ..
مع اساسيات ركوب الخيل .. و اساسيات البيانو .. و شيئا من فنون الخط العربي 
مع كل ما قد يرتبه ذلك من فوضى و تشتت في حياتى

 اعلم ان هناك من سيتحدث الآن عن انه لم تكن هناك ضرورة حتمية لـ (الصوت روح) .. و لكننى اعلم انه لم يكن هناك بد من تلك الضرورة ! .. فتلك الصفة التى اكسبنى اياها هي ما اعطتنى الدفعة و الثقة التى كنت بحاجة اليها ..


 أما المشكلة الثالثة او العائق الثالث فكان حول القالب الأدبى الذي سأوصف من خلاله رحلتى .. (كل الأفكار اتهرست في ميت كتاب قبل كده!) 

و اخيرا وجدتها ..
القالب هو انه لا قالب ..
ففي بداية رحلتى صحبت معى كراستين لتسجيل الاحداث او للاشارة اليها فيهما بايجاز .. كي اتذكرها  فيما بعد .. وقت التدوين .. ثم زادوا واحدة .. فأخرى
، و حينما تكاثرت الأحداث و تداخلت .. لم يعد التسجيل العشوائي الفكرة الأنسب .. ايضا ظروف الرحلة و علتها لم تمنحانى رفاهية الوقت الذي استطيع التسجيل المسهب خلاله ..
فاشتريت ثلاثة كراريس كتبت على غلاف اولها (الأماكن) و الثانية (الأشخاص) و (الثالثة) الأحداث .. ثلاثة كراريس لأهم ثلاثة مكونات لأي سيناريو .. يذكرنى اجتماعها او اجتماع لمحات منها عن السيناريو كاملا  فذاكرتى ضعيفه للغاية لاتكفى الاشارة باحدهم فقط دون الآخران لتنبيهها عادة 
و هكذا قررت ان انقل كل كراسة في فصل بعد فصل 
7 كراريس .. 7 فصول 
 الا اننى لم احافظ على خصوصية اي منهم.. ففي النهاية سجلت الأحداث في كراسة الأماكن بعد ان فرغت كراسة الأحداث !، و سجلت الأماكن في كراسة الأشخاص حين لم يسعفنى الوقت لاخراج كراسة الأماكن قبل أن انسى اسم المكان .. الذي كان دائما عجيبا ! .
 و هكذا ..
امم كانت ستصبح تجربة ادبية عجيبة يتيه فيها القارئ و يتشتت .. و صراحة .. عن نفسي .. لا احبذ الكتابة التجريبية كثيرا .. لذا قررت أن أحكى ببساطة ، مستعينة بكراريسي السبعة ، و ذاكرتى المتواضعة 
و بقالب اعتيادى
اليوميات .. 

 لم يبقى اذن الا ان اشرع الآن في تسجيل احداث رحلتى

ماعرفته ..
ماعلمته ..
ما رأيته ..
من صاحبونى و صاحبتهم ..  ادخلونى بيوتهم و ادخلتهم قلبى ..
المخاطر و المغامرات ..
 و الأحداث الغير متوقعه .. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق