الخميس، 7 أغسطس 2014

ظرف خاص

البداية كانت بعدما تشاجرت مع أمى و طردتنى كعادتها في تلك الأيام ، اثر رجوعى من تظاهرة سلمية ضد الانقلاب ..
انها كأي ام تخشى على ابنتها ، و انا عنيدة و اعترف بأننى ارهقتها كثيرا ..
كنت بعد شجارى معها في كل مرة  من تلك المرات .. اترك البيت و اذهب الى خالتى التى تسكن في الجوار حتى تهدأ العاصفة !
و بعد عدد من المرات .. اصبحت هي من يفتح لى الباب و يطردنى مستبقا .. و هي متأكدة من اننى سأذهب الى خالتى كالمعتاد طبعا ! .. الا ان ذلك التصرف كان شديد القسوة بالنسبة الي حقا ... 
   و فى ذلك اليوم قالت لى : ارجعى من حيث اتيتى -(قاصدة في الظاهر ان اعود الى المظاهرة التى كانت قد انتهت بالفعل اصلا ! ، و ان اذهب الى خالتى باطنا :) في الحقيقة)- أخلص صلاة و ما الاقيكيش في البيت !
هكذا انهت نقاشها معى و تركتنى كي تصلى ..
   و كنت قد ارهقت من تهديداتها لى بالطرد في الفترة الاخيرة .. و من مشاجراتنا الكثيرة بسبب تلك المواضيع السياسية ..
ايضا على المستوى العام كنت محبطة من عدم جدوى مظاهراتنا مع انتشار الجهل و قلة الوعي .. و التطبيل لمعز عصرنا (السيسي) و  استلاب الاعلام الكاذب الفاسد لعقول العامة و البسطاء ..
و كنت قد رحت شوطا بعيدا 
عن روحى .. عن جوهرى .. 
بعيدا عن ربى .. فانشغلت بصغائر الأمور عن جوهرها ..
و استغرقتنى الجزئيات فاهتزت الصورة الكاملة في عيني و تشوشت .. 
كنت مرهقة و يائسة ..
و فجأة خطر على بالى  ذلك الحلم الذي طالما داعبنى  كالخلاص .. 
لن اجد ابدا فرصة لتحقيقه كتلك .. 
كان وقت حظر التجوال في تلك الايام .. 
حزمت اللاب توب و أخذت الكاميرا التى كانت في حاجة الى تصليح 

و حملت حقيبتي و خرجت ... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق